اولاً : المقدمة :
عندما ننظر الى التطورات
المتلاحقة فى النظام الاقتصادى العالمى نرى المؤسسات اليوم وقد إشتدت المنافسة
بينها , حتى بات البقاء والنجاح هدف استراتيجى لهذه المؤسسات وانطلاقا من هذه
الحقيقة أصبح الاستثمار فى الموارد البشرية جزءا هاما من استراتيجيات المؤسسات حتى
تكون قادرة على المنافسة .
تجسد هذا الاستثمار فى أعلى مراحلة فى إدارة المواهب
وتنمية الجدارات لدى الموظفين , فعندما ننظر الى تسعينات القرن الماضى نرى حرب
المواهب قد اشتعلت بين الشركات فى الدول الكبرى , فشركات تحاول اجتذاب الموظفين
اصحاب الجدارات العالية وأخرى تسعى للحفاظ والابقاء عليهم , ومن هذا انبثقت إدارة
المواهب التى تقوم على اجتذاب الموظف " القيم " والحفاظ عليه , ومن ثم
تطورت ادارة المواهب واصبحت نظاما يطبق فى جميع ادارات المؤسسات كأحد إستراتيجيات
التطوير والتغيير.
وقد اكدت التجارب العالمية فى ان بعض الدول التى ركزت
جهودها على انشاء المشروعات الصناعية الضخمة واستيراد التكنولوجيا الحديثة ,
واهملت الاهتمام الحقيقى والجاد بالموارد البشرية وأدارة المواهب لم تفلح فى تحقيق
اى تقدم اقتصادى او أن تتبوأ مكانة متميزة ومنافسة بين الدول ومنظمات الاعمال .
وتأتى التجارب اليابانية والالمانية والصينية والكورية
والماليزية والعديد من التجارب الاخرى , لتؤكد ان تحقيق التميز فى الانتاج ليس فقط
من خلال إنشاء وحدات للموارد البشرية فى البناء او الهيكل التنظيمى للمنظمة
كالاهتمام الشكلى بالموارد البشرية , او حتى تفعيل دور الموارد البشرية بشكل
تقليدى فى ادارة منظمات الاعمال , بل تعداه الى العمل بشكل استراتيجى الى زيادة
اعداد الموهوبين من خلال برامج التربية والتعليم والتدريب والتطوير .
كما اشارت التجارب العالمية ان الاستثمار الفعال للموارد
البشرية يجعل هذه المنظمات قادرة على التنافس , ويتجسد هذا الاستثمار فى افضل صورة
فى إدارة المواهب , ففى هذا العصر الذى نعيشه والذى يتسم بالتغيير المستمر , أصبحت
الموهبة رأس مال بشرى عالى القيمة , الامر الذى جعل من إدارة المواهب , وحسن
اختيار الموظفين وأكتشاف مواهبهم وتنميتها يأتى فى مقدمة الاولويات .
ويآتى دور ادارة المواهب على حسب
تلك الدراسة بأنه هو الاداة التى من خلالها سيتم زيادة انتاجية الشركات , و تعتبر
الإنتاجية من المواضيع الحيوية التي تلقى اهتماما متزايدا في كافة الجوانب
الاقتصادية في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء فالدول المتقدمة ادركت ان
الاهتمام بالانتاجية هو طريقها الاقتصادي حيث حظيت الإنتاجية باهتمام واضح في الأدب
الاقتصادي والإداري لما لها من أهمية بارزة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية
والثقافية وتعد الانتاجية مؤشر أساسيا لقياس تقدم الاقتصاد الوطني وزيادة الدخل
القومي، وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه جميع الدول النامية والمتقدمة على حد سواء
وبنفس الدرجة من الاهتمام كما يثير مفهوم الإنتاجية اهتمام الباحثين سواء
الاقتصاديين أو الماليين أو مقرري السياسات الاقتصادية، فهي أحد المفاتيح الهامة
لزيادة معدلات النمو السنوية وتقليص الفاقد والارتقاء بالقدرة التنافسية للسلع
والخدمات، خاصة في ظل التناقص الذي يشهده
العالم في حجم الموارد المتاحة ونظرا للدور الهام الذي تلعبه الصناعة في الاقتصاد
الوطني في العصر الحديث، فإن للإنتاجية دورا مميزا في الكشف عن مدى نمو أو اعتلال
هذا القطاع الهام، ويبدو ذلك واضحا من خلال دور الإنتاجية في زيادة الدخل القومي
عن طريق زيادة الإنتاج بشكل منتظم وبتكلفة اقل حظي مفهوم الإنتاجية باهتمام كبير
من العديد من الباحثين والأخصائيين، ،يحظى موضوع الإنتاجية بمزيد من الاهتمام
والخصوصية في كل الدول وعلى كافة المستويات داخل الأنشطة والقطاعات التي تتكون
منها، فالجميع يعمل على تحسينها ورفع معدلاتها " وفى دراستنا نركز الضوء على
ادارة المواهب " لدرجة أنها أصبحت معيارا ومؤشرا اساسيا للتقدم الاقتصادي
والاداري ايضا كذلك فهي العامل الفعال الذي يقرر سرعة تقدم الدول نحو الرفاهية وزيادة
دخل الفرد ورفع مستوى معيشته اي تحقيق معدلات مرتفعة في التنيمة الاقتصادية .
قريبا .. سوف يمكنك تحميل المشروع كامل ( مجانا )
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء